أحدث الأخبار

الأحد، 8 أبريل 2012

هل يمثلون الاسلام أم يمثلون أنفسهم ..؟!علاء الأسوانى


ماذا تفعل لو تعاملت مع شخص فوجدته كاذبا ، كلما وعد لا ينفذ وعده وكلما قال شيئا تبين أن الحقيقة عكس ما يقوله .

النتيجة الطبيعية أن تفقد الثقة تماما في هذا الشخص الكاذب ولكن اذا كان هذا الكاذب يرتدى الجلباب الابيض ويطلق لحيته و علامة الصلاة ظاهرة على جبينه و يقدم نفسه على أنه داعية اسلامي يسعى لاقامة شرع الله ..

عندئذ سيتعقد الأمر. المفترض في هذه الحالة أن تكون جريمة المتحدث باسم الدين مضاعفة ..

مرة لأنه كذب ومرة لأنه أعطى نموذجا سيئا للمسلم . على أن ما يحدث في مصر عكس ذلك فالمتحدثون باسم الاسلام مهما كذبوا وخانوا العهود ومهما تورطوا في فضائح سيجدون دائما أناسا يدافعون عنهم ويلتمسون لهم الأعذار .


هؤلاء المدافعون ليسوا أغبياء ولا حمقى انما هم يعتبرون المتحدثين باسم الاسلام جزءا من الاسلام وبالتالي فان الحديث عن أخطائهم أو أكاذيبهم يعتبر هجوما على الاسلام لايسمحون به أبدا . ..

الاخوان المسلمون خالفوا كل العهود .

تعهدوا بأن ينافسوا على ربع مقاعد مجلس الشعب ثم نافسوا على المقاعد جميعا وأثناء الانتخابات ارتكبوا كل أنواع المخالفات الانتخابية بدءا من شراء الأصوات الى تشويه المنافسين لهم بالاشاعات المغرضة والطعن على دينهم وقد تعهدوا بأنهم سيكتبون الدستور بمشاركة كل القوى السياسية الأخرى ثم نقضوا عهدهم واستأثروا وحدهم بلجنة كتابة الدستور .

وقد تعهدوا مرارا وتكرارا بأنهم لن يتقدموا بمرشح رئاسي وكالعادة نقضوا عهدهم وتقدموا بمرشحهم "خيرت الشاطر" ..

كثيرون من مشايخ السلفية ، في فيديوهات مسجلة بالصوت والصورة ، وقفوا ضد الثورة ودعوا المتظاهرين الى العودة الى منازلهم وحرموا الخروج على حسني مبارك ومنهم من حرم الديمقراطية والانتخابات وتداول السلطة ..

لكنهم انقلبوا جميعا بعد نجاح الثورة وغيروا آرائهم وأنشأوا أحزابا وخاضوا الانتخابات .


هذا الانقلاب في الموقف بغير دليل شرعي مقنع يدل على أنهم كذبوا في أحد الموقفين .

اما أنهم كذبوا عندما حرموا الديمقراطية واما أنهم كذبوا عندما أباحوها من أجل الوصول الى السلطة .. .

هذه الأخطاء الأخلاقية لو فعلتها أية جماعة سياسية أخرى لسقطت في نظر الناس الى الأبد على أن مسلمين كثيرين يعتبرون الاخوان والسلفيين يمثلون الدين وبالتالي يجدون صعوبة في ادانتهم مهما ارتكبوا من أخطاء ومهما تورطوا في فضائح .. ..

هذا التقديس الزائف للأفراد ليس من الاسلام في شيء بل هو في الواقع عكس ما يأمرنا به الاسلام الذى يؤكد أن كل انسان مهما علا قدره يجب أن يحاسب على أخطائه..

لقد كان أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب ( رضى الله عنهما ) من كبار الصحابة ومن أقربهم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تولى كلاهما منصب الخلافة فكان الناس ينتقدونهما بشدة على الملأ فيتقبل عمر وابو بكر نقد الناس لهما بصدر رحب ويسعيان جاهدين الى الدفاع عن قراراتهما ويسارعان الى الاعتذار اذا ارتكبا أى خطأ ..


لعل الفرق بين الثقافة التى تسمح بنقد خليفة رسول الله وبين تلك التى تحرم الخروج على الحاكم وتمنح القدسية للمشايخ وتحصنهم ضد النقد .. هو ذاته الفرق بين عصور النهضة وعصور الانحطاط في التاريخ الاسلامي .

الفرق بين الفهم الصحيح للدين والفهم الخاطيء الذى يتمثل الدين في أشخاص فيكاد يعصمهم من الخطأ ويقدسهم .

ان استغلال مشاعر البسطاء الدينية كان دائما سلاحا في يد الاستبداد ففي عام 1882 عندما حشد أحمد عرابي الجيش المصري ليدافع عن مصر ضد الغزو البريطاني أوعز الانجليز الى السلطان العثماني باعتباره خليفة المسلمين فأصدر فتوى دينية أكد فيها أن عرابي خارج على تعاليم الاسلام وللأسف أثرت هذه الفتوى في عامة المصريين وكانت من أسباب هزيمة الثورة العرابية ..

وفي عام 1798 جاءت الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت لاحتلال مصر .

كان بونابرت ملحدا لكنه أراد أن يستغل مشاعر المصريين الدينية فأشاع أنه أسلم وارتدى الملابس الشرقية وكان يؤم المسجد يوم الجمعة

وقد ألقى فور وصوله الى القاهرة بيانا عجيبا الى المصريين بدأه بالبسملة والحوقلة ثم قال
Best Blogger Tips
  • Share On Facebook
  • Digg This Post
  • Stumble This Post
  • Tweet This Post
  • Save Tis Post To Delicious
  • Float This Post
  • Share On Reddit
  • Bookmark On Technorati
Bank Psd


ضع تعليقك

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...